
لمعرفة الواقع وحرب ١٥ ابريل
ولماذا تستمر الامارات في الدعم المطلق للمليشيا الإرهابية وشريكها السياسي ولماذا تنشط كقوة تدميرية في الاقليم رغم هذا الفعل الخطير على أمنها القومي وامن الاقليم والعالم ككل من النتائج الكارثية لمثل هكذا صراعات لا يمكن باي حال من الأحوال فصل ما يدور من صراع في السودان من الواقع الإقليمي والصراع في فلسطين المحتلة وبقية بؤر الصراع الملتهبة في المنطقة الممتدة من سوريا إلى اليمن فالصراع هنا رغم اختلاف أدواته وأهدافه المرحلية الا انه يصب في محصلة واحدة هو إقامة الشرق الأوسط الجديد وحواضن امنه للكيان الإسرائيلي عبر إقامة دول وكيانات مطبعة معه سياسيا وامنيا واقتصاديا الصراع بالنسبة للكيان الصهيوني صراع وجودي لايقبل ان يكون هناك دول تمتلك ادوات تمكنها من الوقوف في وجهة الإمبريالية الصهيونية هذا يفسر رغبة اسرائيل والدول الداعمه والخادمة لها في تفتيت وإضعاف الدول التي تمتلك إمكانيات تؤاهلها للتحكم والسيطرة في المنطقة اقتصاديا وامنيا وسياسيآ ٠
فالسودان يمتلك إمكانيات بشرية وموارد تؤاهله في ان يلعب دور حاسم في شكل المنطقة سياسيا واقتصاديا وامنيا لذلك يواجه بهذه الهجمة الشرسة منذ استقلاله فهي غير مرتبطة بالنظام القائم بقدر ماهي مع الدولة وامكانياتها والدور الذي يمكن أن تلعبه وإذا امتلكت إرادة وطنية برؤية استراتيجية للمنطقة والعالم اما الأدوات الداخلية التي تدير هذا الصراع من غير المهم شكلها السياسي فهي متغيرة حسب طبيعة المرحلة أو تكون ناشئة نتيجة لتكوين لعبت فيه الإمبريالية الصهيونية وخدامها دور كما في الحالة السياسية التي سبقت حرب ١٥ ابريل لهذا لم نجد إدانات واضحة من القوة الدولية ومنظماته المتحكم فيها من قبل الكبرى للدول التي تدير هذا الصراع وتغذية بالسلاح والمرتزقة الاجانب على الرغم من عدالة القضية بالنسبة للدولة السودانية وقواتها المسلحة صحيح جاءت بعض الإدانات خجولة لكن من غير أن يصاحبها عمل أو إجراءات ضد هذه الدول لعدوانها الصريح على دولة ذات سيادة ٠
على الرغم من فشل المخطط الا انه نجد هناك إصرار على إيجاد موطئ قدم للقوة السياسية التي شاركت المليشيا الارهابية هذه الحرب لضمان استمرار المشروع الذي تتبناه القوة الإقليمية والدولية هذا يفسر بوضوح رغبة وعزم الدول المتبنيه لهذا المشروع في اقامة نظام متحكم به خدمة للمشروع الصهيوعربي في المنطقة ٠ صحيح موقفك التفاوضي يحدده المدى الذي تصل إليه قوتك العسكرية على الارض لكن الصراع السياسي في هذه المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط حتى تخوم النيلين وشرق ووسط افريقيا تتحكم فيه عوامل كثيره دينية وسياسية وعرقية مما يجعل الصراع يأخذ أشكال أكثر عنفآ وتطرفآ كما نشهده في الصراع القائم في كل هذه المنطقة وبالتحديد كما يحدث في السودان ٠
الخروج من الواقع المعقد يعتمد بشكل كبير على الوعي الجمعي للشعب السوداني اتجاه قضاياه المصيرية وهذه واحدة من أهم العوامل في إفشال هذا المخطط التدميري الذي تواجه الدولة السودانية صحيح هناك ماخذ كثيرة على القوة السياسية والمجتمعية التي تدعم القوات المسلحة واستقرار الدولة الا انهم اتفقوا على إنهاء اي دور سياسي وامني لهذه المليشيا وشريكها السياسي في مستقبل اي عملية سياسية وأمنية في المشهد السوداني فهذا الموقف لا يمكن أن نضعه في خانة الصراع التكتيكي مع هذه القوة المعادية هذا الموقف يجب أن يكون واضحا وفاصلا وحاسما في رسم شكل الواقع السياسي مستقبلا لحماية الدولة من اي اختطاف وارتهان للخارج.





